حيفا – عقد مجلس رؤساء الكنائس الكاثوليكيّة في الأرض المقدّسة اجتماعه نصف السنوي، يومي الثلاثاء والأربعاء ١١ و١٢ تشرين الأول ٢٠١٦ في دير سيدة جبل الكرمل في حيفا، في أجواء من الأخوة والتعاون وبمشاركة السفيرين البابويين في القدس وعمان.
وقد ناقش المجلس المواضيع التاليّة:
١–الإرشاد الرسولي” فرح الحب” Amoris Laetitiae الذي أعدّه قداسة البابا فرنسيس كثمرة سينودس العائلة. تتناول هذه الوثيقة موضوع الزواج المسيحي من الجانب اللاهوتي والكتابي والأخلاقي والرعوي. ونظراً لأهميّتها، نشجع على قراءتها ودراستها، ليس فقط الكهنة بل وجميع الأزواج أيضاً. وتقع على عاتق الرعيّة – وهي عائلة العائلات – مسؤوليّة تحضير المخطوبين للزواج، ومرافقتهم في السنوات الأولى وخاصة في فترة التحديات والأزمات، والاستمرار في استقبالهم وادماجهم في حياة الرعيّة في حالة كان وضع زواجهم غير مطابق لتعاليم الكنيسة.
٢–العلاقات بين الأساقفة والرهبان في الكنيسة في ضوء وثيقة “العلاقات المتبادلة” Mutuae Relationes، التي صدرت عام ١٩٧٨، بناءً على طلب مجمع معاهد الحياة المكرسة وجمعيات الحياة الرسولية. في الإطار نفسه، قرر المجلس دعوة راهب وراهبة للمشاركة في اجتماعاتهم نصف السنويّة، إذ سيُحقّق حضورهم تعاوناً أكبر بين الكنائس المحليّة والرهبانيات التي ستضع مواهبها في خدمة المؤمنين.
٣–زيارة شباب الأرض المقدّسة لكركوفيا في إطار اليوم العالمي للشباب ٢٠١٦. أصغى الأساقفة إلى شهادات بعض الشباب ومن رافقهم من منطقة الجليل. كان الشباب مفعمين بالحماسة، لأنهم استطاعوا هناك اختبار شموليّة الكنيسة وتكوين تجربة إيمان خاصة بهم. كما طلبوا منّا أن نقف إلى جانبهم لتقوية إيمانهم ولحُسن الإدلاء بالشهادة أمام الشباب الآخرين.
٤–الإجابة على أسئلة الوثيقة التي أرسلها المجلس الحبري لتعزيز وحدة المسيحيين. تعتبر هذه الوثيقة ثمرة عشرين عاماً من العمل المسكوني المكثّف. من بين المواضيع التي تعالجها هذه الوثيقة، نذكر العلاقة بين الأوّلية والمجمعيّة (أي بين السلطة المركزية والتشاركية) خلال القرون العشرة الأولى من تاريخ الكنيسة. يمثّل هذان الأمران جانبين من حياة وطبيعة الكنيسة، وهما موضع خلاف بين الشرق والغرب.
٥–نشاطات مؤسسة الكاريتاس والأمانة العامة للمدارس الكاثوليكيّة أو المسيحيّة في الأرض المقدّسة. يشكر رؤساء الكنائس المسؤولين عن هذه المؤسسات لما يقدمونه بإخلاص. كما ويعي المجلس جيداً المشاكل التي تواجه المدارس في الجليل والقدس، ويلتزم بمرافقة الأمانة العامة في أعمالها وحتّى مراجعة وضعها وآليّة عملها لزيادة الكفاءة والعطاء.
وأخيرًا رفع الأساقفة صلواتهم مع راهبات الكرمل في حيفا طالبين منهم الصلاة من أجل سكان الأرض المقدّسة، ومن أجل أن يحل السلام في سوريا والعراق. كما ونضم صوتنا إلى صوت البابا فرنسيس للتعبير عن تضامننا مع الشعب السوري، ونطالب بوقف فوري لإطلاق النار في حلب للسماح بإجلاء المدنيين وخاصة الأطفال الذين وقعوا ضحية القصف العنيف.
سيعقد المجلس اجتماعاته المقبلة في ١٤ و١٥ آذار ٢٠١٧ في مدينة بيت لحم.
حيفا، ١٢ تشرين الأول ٢٠١٦