Logo
تبرع الآن
the Carmelites of Bethlehem

الأرض المقدسة - يلبسون اللون الأزرق أو البني أو الأبيض ... يعملون في المكاتب والمدارس والمؤسسات والكنائس ... ويلبسون الصليب وخاتم التكريس وغطاء الرأس على رؤوسهم ... هم الحجارة الحية للكنيسة الأم، يعملون بهدوء لأجل ازدهار الكنيسة. قام طاقم العمل في موقع lpj.org بزيارة عشر رهبانيات نسائية في الأرض المقدسة للتعرف عليهم; في هذا اللقاء سنتعرف على راهبات الكرمل في بيت لحم.

تأسست الرهبنة على قمة جبل الكرمل في القرن الثالث عشر، حيث بدأ عدد من الصليبين والحجاج الاستقرار فيه منجذبين الى قدسية المكان لأنهُ ذات الجبل الذي صنع عليه إيليا النبي معجزات عديدة باسم الرب.

وانتشرت الرهبنة في العالم ولكن بقيت على صلة بالأرض المقدسة، مكان تأسيسها.

راهبات الكرمل في حيفا، بجانب غبطة البطريرك بيرباتيستا بيتسابالا، بطريرك القدس للاتين، في ذكرى مرور 125سنة على تأسيس الرهبنة

يوجد أديرة للرهبنة في حيفا والقدس والناصرة وبيت لحم، ويوجد أيضاً ديرين للآباء الكرمليين المتنسكين في حيفا،  دير ستيلا ماريس ودير المحرقة.

لمحة تاريخية

بدأ غبطة البطريرك ألبرتوس في صياغة قانون الحياة الرهبنة عام 1209، ولكن بفعل حروب المماليك تم تعديل القانون بسبب ترحيل الرهبنة من الأرض المقدسة، لذا تفرع منها رهبنة غير نسكية.... ولكن قامت القديسة تيريزا الأفيلية بإحياء الحياة النسكية مجدداً وإعادة الدير إلى مكان تأسيسه ما بين بداية القرن التاسع عشر الى أوائل القرن العشرين، حيث تم إنشاء دير للرهبنة على قمة جبل الزيتون عام 1873 وأعقبه دير بيت لحم عام 1876، وحيفا عام 1892، والناصرة عام 1910.

"كل دير له أصول مختلفة"، تشرح الأخت آن فرانسوز: "إلتحقت القديسة الفلسطينية مريم ليسوع المصلوب (مريم بواردي) برهبنة الكرمل في فرنسا عام 1867، وبعد أربعة وثلاثين عاماً جاءت القديسة الى الأرض المقدسة وأسست رهبنة للكرمل في بيت لحم والناصرة، أما بالنسبة لدير القدس، أسسته راهبة أخرى من دير الكرمل في فرنسا (Lisieux) ، ودير حيفا من قبل راهبات الكرمل فرنسا (Avignon)".

خلال مسيرة شموع في حيفا

الصلاة والعمل

تحتضن رهبنة الكرمل في بيت لحم اثنتي عشر راهبة من ضمنهنّ راهبة لم تعلن نذورها المؤبدة بعد.

يتجزء يوم الراهبات بين الصلاة والعمل والراحة، حيث يبدأن يومهنّ  بالصلاة والتسابيح وحضور القداس الإلهي، ثم يعملنّ من الساعة التاسعة صباحًا حتى الظهر، تحدثنا الأخت آن فرانسوس من خلف قضبان صالون الاستقبال: "هنا، في بيت لحم، نُعد البرشان، ونصنع زخارف تقليدية، ونعتني بالحديقة، ونكتب منشورات، فمثلاً أعمل في أرشفة الأوراق الخاصة بالقديسة مريم البواردي، كما ونصنع مسبحات وتذكارات صغيرة نقوم ببيعها للحجاج".

ولكن مركز البيع منفصلا عن الدير، توضح لنا الأخت آن: "كان المركز في السابق في مبنى الدير، ولكن عرقل نمط الحياة التأملية، لذلك تم نقله الى مركز آخر خارج الدير ويديره علمانيين من بيت لحم".

صالون الاستقبال للرهبنة المحابيس

بالنسبة للأخت آن، العزلة عن العالم تميز حياتها وحياة الكرمليين وهي ضرورية لحماية رسالة الرهبنة في العالم، تحدثنا قائلة: "نتحد مع سبعة أديرة كرملية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بالصلاة من أجل إزدهار الكنيسة في العالم، حيث ننظم اجتماعات من وقت لآخر". 

أما بالنسبة للرحلات الترفيهية خارج المحبس يجب أن تظل نادرة ولأسباب محددة، تشرح الأخت آن: "نحن مثل العائلة. إذا كان الأولاد منعزلين عن الأهل ويسلكون طريقهم الخاص طوال الوقت سوف تفشل العائلة، فالرحلات الترفيهية تعزز علاقتنا مع بعضنا البعض كأخوات".

من أجل ذلك، دعت القديسة تيريزا الأفيلية لتخصيص فقرتين للترفيه في اليوم، خيث يفصلهم وقت مخصص للتأمل بالإنجيل والصلاة.

كنيسة دير الكرمل في بيت لحم

العثور على الدعوة

الانضمام الى رهبنة الكرمل يتطلب المرور بمراحل متعددة وطويلة، تبدأ الأخوات رحلتهم بالخضوع لسنة أو سنتين استكشافيات حيث تأخذ الأخت الوقت الكافي لتتعرف على النظام الرهباني، يليها فترة الإبتداء (حوالي عام)، ثمَّ الفترة التحضرية (حوالي عامين)، وبعد ذلك تبرز نذورها الأولى وتقضي بين ثلاث إلى ست سنوات قبل إبراز نذرها المؤبد، تُعلِّق الأخت آن قائلة: "بالعادة يستغرق الأمر بين تسع الى اثنتي عشرة سنة".

ترعرعت الأخت آن في بيت مسيحي وعلمت كمعلمة رياضيات قبل إنضمامها الى الرهبنة، خيث إكتشفت دعوتها في وقت متأخر، تقول لنا: "لطالما كانت الصلاة أهم شيء بالنسبة لي، إلا أنني لم أكن أعرف كيفية القيام بذلك....أردت أن أصلي، لكنني لم أكن أعرف كيف، وفي وقت لاحق فهمت أن الرغبة في الصلاة كانت بحد ذاتها صلاة: لذا إكتشفت أن القلب يصلي باستمرار ".

بدأت الأخت آن بزيارة رهبانيات مختلفة، باحثة عن المكان المناسب لها، فدخلت دير الكرمل في فرنسا كفترة استكشافية، لكنها شعرت بالتردد، تشرخ لنا قائلة: "جذبتني الحياة التأملية ولكن عندما اختبرتها لأول مرة، انتابني الشكّْ، ولم أعد أعرف إن كانت مناسبة لي....لذلك طلبت من الله أن يتم مشيئته في حياتي".

"شعرت بالسكون والسلام الداخلي الذي أكد لي دعوة الله، ثم تحدثت لأول مرة عن الأمر مع مديري وزملائي في العمل، حيث شاركوا في رتبة إبراز نذوري، رغم أن ردة فعل مديري كانت مفعمة بالتساؤلات،" هكذا أتم الله مشيئته حيث إنضمت الى رهبنة الكرمل في عمر التاسعة والعشرين.

حديقة الكرمل في دير بيت لحم

أمضت الأخت آن ثلاثة وعشرين عاما في دير الكرمل فرنسا قبل أن تأتي إلى الأرض المقدسة.

 "تم إرسالي إلى حيفا أولاً، وبعد ثلاثة شهور، طُلب مني مساعدة الراهبات في بيت لحم،  جذبني موقع الدير وبالطبع حياة القديسة مريم ليسوع المصلوب.... بفضلها تعرفت على العالم العربي بكل قديسيه".

تعيش راهبات الكرمل جنبا إلى جنب في بيئة متعددة اللغات، حيث يوجد اللغة: العربية، والفرنسية، والإسبانية، والكرواتية، والإنجليزية، واليابانية، والفيتنامية... تقول الأخت آن: " على صورة النساك الأوائل في جبل الكرمل، هذا المزيج من اللغات والثقافات يعبر عن جمال دير الكرمل والحياة الرهبانية التي نختبرها كل يوم".

لمحة سريعة

  • الاسم: راهبات الكرمل في بيت لحم
  • المؤسس: لا يوجد. ينبع النظام من مجموعة نساك أقيموا على جبل الكرمل الذين تلقوا فيما بعد حكم الحياة من † القديس ألبرت للقدس، وتلها إصلاح من قبل † القديسة تيريزا الأفيلية و † القديس يوحنا الصليب.
  • اختصار: OCD
  • الموهبة: "أن نقدم للرب قلباً نقياً من خلال ممارسة الفضائل المسيحية والعطاء" - "أن نختبر حضور الله في وسطنا" - "ونصلي من أجل الكنيسة والعالم أجمع".
  • الروحانية: "تعزيز علاقة عميقة مع الله، وإتخاذ القديسة مريم البواردي كشفيعة، وأم، وأخت لهنَّ".
  • بلد المنشأ: الأرض المقدسة
  • التواجد اليوم: منتشرة في كل القارات، حيث يوجد أديرة للكرمل في أكثر من مئة دولة في جميع أنحاء العالم.
  • اللباس: ثوب بني مع غطاء للرأس وقطعة تسمى بثوب العذراء لونه أسود، يمثل الحماية الممنوحة للكرمليين من قبل مريم العذراء.
  • معلومات أخرى: يشير مصطلح "الكرمل" إلى كرم أو حديقة أو منظر للطبيعة متميز بوفرة من الشجيرات، و هي التي تميز جبل الكرمل.
  • الموقعhttps://carmelholyland.org/?lang=en