السبت 28 أيلول 2024، احتفلت الكنيسة الكاثوليكية باليوم العالمي الـ110 للاجئين. وبهذه المناسبة، أقامت البطريركية اللاتينية قداساً إلهياً ترأسه المطران رفيق نهرا، النائب البطريركي في الجليل، في قاعة النوتردام في القدس، بمشاركة الأب ماثيو كوتينيو، النائب البطريركي للمهاجرين وطالبي اللجوء، وبحضور عدد من الكهنة والراهبات والمؤمنين المهجرين من مختلف البلدان.
تعد هذه الجماعة جزءًا أساسيًا من أبرشية القدس، حيث يصل عدد المؤمنين اللاجئين الى ما يقارب مئة ألف شخص أغلبهم من أمريكا الجنوبية والفلبين والهند وإريتريا وأثيوبيا...
اختار قداسة البابا فرنسيس عنوان "الله يسير مع شعبه" لهذا العام. وفي عظته، أشار المطران رفيق نهرا إلى أننا جميعاً "لاجئون" وفي رحلة نحو ملكوت السموات، مستعرضاً رسالة البابا لهذا العام، التي أكدت على أهمية تجسيد البُعد السينودسي في الكنيسة والعالم. كما شدد على مرافقة الله لنا وأنه يعمل من خلالنا لنشر المحبة في عالم يملؤه الكراهية والانقسام.
كما أشار إلى أن التحديات التي يواجهها المهاجرون في غربتهم، تختبر مدى تجذر القيم الإنسانية في الأشخاص، بغض النظر عن انتمائهم الديني، قائلاً: "إن طريقة تعامل الإنسان مع الغريب هي اختبار لصدق صفاته الإنسانية وإيمانه". ومن كلمات قراءة الإنجيل، حذر من مخاطر الانقسام والانغلاق عن الآخر، مشددًا على أن غيرة التلاميذ التي وردت في الإنجيل تعبّر عن رغبتهم في استبعاد الآخر، وهي رغبة تتناقض مع طبيعة الله التي تشمل الجميع، بارزاً دعوة البابا فرنسيس لتعزيز ثقافة الإندماج والتعاضد من خلال الترحيب والحماية وتعزيز كرامة الآخرين.
اختتم المطران كلمته برسالة تشجيعية، داعياً المؤمنين إلى عدم الخوف: "عندما نواجه الصعوبات، يجب أن نتذكر أن حياتنا في يد الله، وأن كل الأمور تعمل معًا لخير الذين يحبونه، لأننا مدعوون بحسب قصده". وحث الجميع على أن يكونوا شهودًا على محبة الله. كما أعرب عن سعادته بلقاء المهاجرين في الأبرشية، للصلاة معهم ومن أجلهم ومن أجل جميع المتضررين بسبب الأوضاع الراهنة في الشرق الأوسط.
ومع نهاية القداس شكر الأب ماثيو جميع الحاضرين والمشاركين على مثابرتهم في إحياء هذا اليوم والاحتفال على الرغم من الظروف الصعبة، وعلى التحديات الكبيرة التي يوجهونها.
شاركت أثناء القداس، كل مجموعة بلغتها الخاصة، في إحياء الترانيم الليتورجيا ورفع الطلبات.
وبعد القداس، أُقيم برنامج ثقافي حيث شارك الجميع تقاليدهم المختلفة، مرتدين ثيابهم التقليدية بألوانها وأشكالها المميزة، معززاً التقدير المتبادل لثقافات وعادات الآخرين.